وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ
____________________________________
ليكونوا حذرين متأهبين للقتال آخذين أسلحتهم ، ولعل إضافة كلمة «حذرهم» هنا بخلاف الجملة الأولى ، أن هجوم العدو على هؤلاء أقرب من هجومهم على الطائفة الأولى ، لأنه بمجرد الانقسام إلى طائفتين وانسحاب طائفة من الحرب لأجل الصلاة لا يدرك العدو الأمر ، ولذا لا يأخذ استعداده الكامل للهجوم ـ بظن كون الجميع في حال القتال ـ بخلاف الأمر إذا طال الأمد وتبين الأمر ، وأن قسما من المسلمين رفعوا أيديهم عن الحرب لأجل الصلاة. وإنما حكم بانقسام الجيش طائفتين لما بينه سبحانه بقوله : (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) من المحاربين لكم ، أي تمنوا (لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ) فلا تحملوها (وَأَمْتِعَتِكُمْ) فتبتعدون عنها (فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً) أي يحملون عليكم حملة واحدة وأنتم متشاغلون بأجمعكم بالصلاة فيقضون عليكم قضاء مبرما حيث أصابوكم على غرّة بلا سلاح يقيكم ولا متاع يمدكم ، ولذا فقد أمروا بأن ينقسموا طائفتين حالة الصلاة ويحملوا أسلحتهم وهم في الصلاة (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) أي لا حرج ولا إيجاب لحمل السلاح (إِنْ كانَ بِكُمْ) أيها المجاهدون الذين تريدون الصلاة جماعة (أَذىً) وصعوبة (مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ) فلا تحملوها في حال الصلاة للاستراحة بقدر الصلاة من ثقل السلاح ، أما المريض فواضح أذية السلاح له ، وأما المطر فلأن هطوله يثقل على