وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللهِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (٩٢) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها
____________________________________
(وَإِنْ كانَ) المقتول كافرا ليس بمسلم ولكنه كان (مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ) ومعاهدة وقتله المسلم خطأ فعلى القاتل (دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ) أي أهل المقتول (وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) وذلك لأنه لا يجوز قتل المعاهد كما لا يجوز قتل المؤمن (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) العبد ولا ثمنه فعليه صيام (شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ) أي متواليين فلا يصح التفريق في أيام الشهرين ، لكن إذا صام شهرا ويوما كفاه في التتابع ، وجاز أن يصوم البقية بعد زمان غير متصل بالأول (تَوْبَةً مِنَ اللهِ) أي شرع ذلك في القتل لأجل التوبة والرجوع من الله سبحانه على العبد القاتل ، والقاتل وإن كان مخطئا مما يوجب عدم الذنب عليه ، إلا أن بعده الطبيعي بسبب هذا العمل القبيح يعدّ ذنبا ، فإن بعض الأعمال لها آثار وضعية ، كمن شرب الخمر جهلا ، فإنه يسكر وتصيبه الأمراض الملازمة للخمر (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) يعلم مصالحكم (حَكِيماً) فيما يأمر وينهى.
[٩٤] قد تقدم حكم القتل الخطأ (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً) ظاهر الآية أن القتل وقع عمدا مقابل قتل الخطأ (فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) أبد