أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً (٩١) وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً
____________________________________
أَيْدِيَهُمْ) بأن لا يشاركوا في حرب وتحرك ضدكم (فَخُذُوهُمْ) أي فأسروهم ، ولا تراعوا نفاقهم في إظهارهم الإسلام إذا جاءوكم (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) أي أينما وجدتموهم (وَأُولئِكُمْ) أي هؤلاء المذبذبون (جَعَلْنا لَكُمْ) أيها المسلمون (عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً) أي برهانا واضحا ، فإنه لا وسط بين الحرب والحياد ، فإن أخذوا جانب الحياد فهو ، وإلا فالحرب حالهم حال سائر الكفار.
ومن المحتمل أن لا يكون المراد من «يأمنوكم» إظهارهم الإسلام ، بل إظهارهم الموادعة والمسالمة ، وسوق الآية إلى آخرها ـ على هذا المعنى واضح ـ وهذا هو الذي يؤيده
ما في بعض التفاسير من : «أن الآية نزلت في عيينة بن حصين الفزاري ، أجدبت بلادهم فجاء إلى رسول الله ووادعه على أن يقيم ببطن نخل ولا يتعرّض له ، وكان منافقا ملعونا ، وهو الذي سماه رسول الله الأحمق المطاع». وعلى هذا يكون الفرق بينه وبين ما تقدم في قوله سبحانه : (أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ) أن الأولين جاءوا بحسن نية وصدق طوية ، بخلاف هؤلاء حيث جاءوا نفاقا ومكرا ، فقبل من أولئك دون هؤلاء. [٩٣] هذا ما كان حول معارك المسلمين مع غيرهم ، وحكم إراقة الدماء بالنسبة إلى الطرفين. أما المسلمون بعضهم مع بعض فلا يحق لأحد أن يريق قطرة من دم أحد (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً)