فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (٩٠) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا
____________________________________
فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) فلا تباح دماؤهم ، ولا أموالهم ، ولا أعراضهم.
وما في بعض التفاسير من أن الآية منسوخة ، لم يظهر وجهه ، إذ الجملة الأولى لا تقبل النسخ فإن المعاهدات تبقى إلى أمدها ، والجملة الثانية في مورد خاص ، ومثله لا يقبل النسخ.
[٩٢] (سَتَجِدُونَ) أيها المسلمون جماعة (آخَرِينَ) ممن يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام (يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ) أي يأمنوا من طرفكم (وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ) أي يأمنوا من طرف قومهم الكافرين ، وهؤلاء (كُلَّما) أتوكم أظهروا الإسلام وإذا (رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ) بأن رجعوا إلى قومهم ودعوهم إلى الكفر ـ وهو المراد بالفتنة هنا ـ (أُرْكِسُوا فِيها) أي وقعوا فيها وارتدوا عن إسلامهم والإسلام لا يعترف بهكذا أناس ، فإن مثلهم خطرون على سلامة المسلمين فلا بد وأن يحدد هؤلاء موقفهم ، إما أن يعلنوا سلمهم العام واعتزالهم ـ حياديا ـ عن المشاركة في التحركات ضد المسلمين ، ولا يشتركوا في حرب عليهم ، فهم في أمان من جانب الدولة الإسلامية ، وإما أن يحاربهم المسلمون كسائر الكفار ، لا فضل لهم ولا حرمة (فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ) أي لم يعتزل هؤلاء الكفار عن المؤمنين (وَ) لم (يُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) بأن يسالموكم ويصالحوكم (وَ) لم (يَكُفُّوا