أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
____________________________________
غليان الدم ، فيضيق الصدر لتوسع الرئة ـ (أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ) أي تضيق صدورهم من قتالكم وقتال قومهم فلا يكونون لكم ولا عليكم.
وفي «المجمع» ، قال : «إنما عنى به بني أشجع ، فإنهم قدموا المدينة في سبعمائة يقودهم مسعود بن دخيلة فأخرج إليهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحمال التمر ضيافة ، وقال : نعم الشيء الهدية أمام الحاجة وقال لهم : ما جاء بكم؟ قالوا : لقرب ديارنا منك ، وكرهنا حربك وحرب قومنا ـ يعنون بني حمزة الذين بينهم وبينهم عهد ـ لقلّتنا فيهم ، فجئنا لنوادعك ، فقبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك منهم ووادعهم فرجعوا إلى بلادهم» (١).
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ) أي سلط هؤلاء الكفار (عَلَيْكُمْ) بأن لم يلق في قلوبهم رعبكم أيها المسلمون حتى يخافوكم فيسالموكم ، فقد كان هذا من فضل الله سبحانه أن يجعلكم محل هيبة ومنعة ، مع أن عددكم وعددكم لا يقتضيان ذلك ، ولو لم يلطف بكم (فَلَقاتَلُوكُمْ) لكن حيث أنعم الله عليكم بذلك فلا تمدوا إليهم يد المحاربة (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ) هؤلاء الذين ذكروا وهم (الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ ..) أو (جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ..) (فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ) أيها المسلمون (السَّلَمَ) يعني صالحوكم واستسلموا لكم
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٣ ص ١٥٣.