وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٨٩) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ
____________________________________
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) أي أينما أصبتموهم من حلّ أو حرم ، ولا إشكال في محاربة الجاني في الحرم ، أو المراد أينما كانوا من الأرض (وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا) أي صديقا خليلا (وَلا نَصِيراً) أي ناصرا ينصركم على أعدائكم ، فإن الكافر لا ينصر المسلم ولو نصره في الظاهر فإنه لا يؤمن شره.
[٩١] ثم استثنى سبحانه عن وجوب مقاتلة هؤلاء من كان داخلا في حلف قوم بينهم وبين المسلمين معاهدة ، فإن دخوله في ذلك الحلف يحقن دمه ، ومن لا يريد محاربة المسلمين وإنما يريد معاهدتهم ، فقال سبحانه ـ مستثنيا من قوله «فخذوهم ..» ـ : (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ) أي لهم مواصلة وأحلاف مع قوم (بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ) أي بين أولئك القوم (مِيثاقٌ). وفي الحديث : «أن هلال بن عويمر السلمي واثق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا يتعرض هو لأحد أتاه من المسلمين ، ولا يتعرض الرسول لمن أتى هلال بن عويمر. فأنزل الله هذه الآية ناهيا أن يمس من يأتي هلال من الكفار بسوء» (١).
(أَوْ) الذين (جاؤُكُمْ) أي أتوا إليكم أيها المسلمون (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) أي ضاقت صدورهم ـ والسبب أن من يهمه أمر تنتفخ رئته لتجلب أكبر قدر من الهواء ، ليرفّه على القلب الذي حمي بواسطة
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٩ ص ١٤٥.