وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (٧٥) الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (٧٦) أَلَمْ تَرَ
____________________________________
(وَلِيًّا) يلي أمورنا ويسير بنا بالعدل والإحسان (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ) عندك (نَصِيراً) ينصرنا على الظالمين.
[٧٧] ثم شجع سبحانه المجاهدين بأنهم أقوى من أعدائهم فإن (الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ولمرضاته وإعلاء كلمته (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) الذي هو طاغ متجاوز للحد ، فإن الذين كفروا لا يريدون بقتالهم إلا الظلم والطغيان وإبقاء الأنظمة الفاسدة والعادات والتقاليد الزائفة (فَقاتِلُوا) أيها المؤمنون (أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ) وأحبّاءه الذين يتولّونه (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ) ومكره وحيلته في سبيل إبقاء أمره وتقوية جيشه (كانَ ضَعِيفاً) فيغلبه نصر الله وولاية للمؤمنين. ولا مجال لأن يقال : فكيف نرى غلبة الكفار في كثير من الأحيان؟ فإن الجواب : إن ذلك لعدم توفر شروط المقاتلة في المؤمنين ، إذ أن الله سبحانه لم يعد النصر مطلقا بل مشروطا بأن يعدّوا لهم ما استطاعوا من قوة ، وأن يصدقوا في الجهاد والمثابرة إلى غير ذلك ، نعم مع توفر الشروط لا يفيد الأعداء جمعهم وكثرتهم ، كما دلت التجارب على ذلك وصدّق الخبر الخبر.
[٧٨] كان المسلمون وهم بمكة يطلبون من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الإذن لهم في قتال الكفار حينما كانوا يلاقون منهم الأذى ولما جاء دور القتال في المدينة تولى بعضهم ، كما هو العادة عند الناس غالبا حيث أنهم يحرّضون الرؤساء على الإقدام فلما أن أقدموا كانوا أول المنهزمين (أَلَمْ تَرَ)