الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (٧٤) وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ
____________________________________
الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) أي يبيعون الحياة القريبة الفانية بالحياة الآخرة الباقية ، فإن من أقدم على الحرب ، كان كمن باع نفسه وكل ما يملك لأجل الآخرة (وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ) بأن تكون مقاتلته لأجل إعلاء أمر الله وتنفيذ حكمه (فَيُقْتَلْ) يستشهد (أَوْ يَغْلِبْ) يظفر على الأعداء (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) فهو بين إحدى الحسنيين ، الاستشهاد والجنة ، أو الغلبة والفتح.
[٧٦] (وَما لَكُمْ) أيها المسلمون (لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) لإعلاء كلمته وتطبيق حكمه في البلاد (وَ) في سبيل نصرة (الْمُسْتَضْعَفِينَ) بإنقاذهم من براثن الحكّام الجائرين والسادة الظالمين (مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ) الذين بقوا محصورين في أيدي الجائرين ، فإنه يحق للمسلم أن يقاتل لأجل أحد هذين الأمرين ، ولا يحق له أن يقاتل لأجل نشر السيطرة والاستثمار والسيادة ـ كما هي العادة عند غير المسلم من المحاربين ـ و (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها) أي المدينة التي هم فيها مما لا يجدون محيصا عنها ، فلا يتمكنون من الخروج عنها لضعفهم ومنع الظالمين لهم من الخروج ، ولا لهم حول لدفع ظلم الظالمين عن أنفسهم (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ) أي من عندك