وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً (٦٤)
____________________________________
[٦٥] (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ) فليس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لمجرد الوعظ حتى يراجعه الناس مهما شاءوا ويراجعوا غيره إذا لم يشاءوا مراجعته ، بل إن الرسول أرسل لإطاعة الناس له في جميع شؤونهم فهو المأذون من قبل الله سبحانه في أن يطاع ، أي ليس لأحد أن يطيع أحدا جبرا إلا إذا كانت السلطة ناشئة من قبل الله وإذنه ، وإلا فأية سيطرة لأحد على أحد ، مع العلم أن الأشياء كلها ملك الله سبحانه.
ثم إن الله سبحانه لا يقطع صلته بهؤلاء المنافقين بل يفتح لهم مجال الرجوع والإنابة (وَلَوْ أَنَّهُمْ) أي هؤلاء المنافقون والعصاة (إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بالنفاق والمعصية ، فإن العصيان يعود ضرره إلى العاصي (جاؤُكَ) تائبين معتذرين (فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) أي طلبوا غفرانه وعفوه (وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) بأن وجدهم أهلا لطلب المغفرة من الله لهم (لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً) أي كثير التوبة. وقد تقدم أن معنى كون الله توابا : أنه كثير الرجوع على عبده العاصي كلما تاب العبد ورجع (رَحِيماً) يرحمهم ويغفر ذنوبهم.
[٦٦] وهنا يتردد سؤال هو أنه : كيف يقال عن هؤلاء أنهم «يزعمون أنهم آمنوا بك»؟ أليس إيمانهم حقيقيا ، فإنهم آمنوا بالله ورسوله واليوم الآخر والتزموا بشرائع الإسلام من صلاة وزكاة وصيام؟ والجواب :