فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (٦٥)
____________________________________
(فَلا وَرَبِّكَ) أي ليسوا بمؤمنين ـ قسما بربك ـ يا رسول الله (لا يُؤْمِنُونَ) إيمانا مرضيا أمر به الله ورتب عليه الجنة والثواب (حَتَّى يُحَكِّمُوكَ) أي يجعلوك حاكما (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) أي فيما وقع بينهم من الخصومة (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً) أي لا يجدوا في قلوبهم صعوبة من قضائك ، كما هو شأن المغلوبين في القضاء حيث لا يتقبلون الحكم بسهولة بل يظنون أن الحاكم بخسهم حقهم (مِمَّا قَضَيْتَ) وحكمت (وَيُسَلِّمُوا) أي ينقادوا لقضائك وحكمك (تَسْلِيماً) مطلقا بلا صعوبة ولا حرج يجدونه في نفوسهم.
فعن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : «لو أن قوما عبدوا الله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وصاموا شهر رمضان وحجوا البيت ثم قالوا لشيء صنعه رسول الله : ألا صنع خلاف ما صنع؟ أو وجدوا من ذلك حرجا في أنفسهم ، لكانوا مشركين ، ثم تلا هذه الآية» (١).
وفي بعض التفاسير : إن الآية نزلت في الزبير وابن أبي بلتعة حيث تنازعا فحكم الرسول للزبير فخرجا وقال ابن أبي بلتعة متهما الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنه قضى لابن عمته ، وعيّرهم بذلك يهودي فقال : كيف تعتقدون أنه رسول الله ثم تتهمونه في قضاء قضاه (٢)؟
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٣٩٨.
(٢) مجمع البيان : ج ٣ ص ١٢١.