وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (٦٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (٦١)
____________________________________
حكم الله سبحانه ، فإنه للطاغوت ، لأن حكم الله هو العدل وما سواه زيغ وانحراف وطغيان ، فهم ينتحلون الإيمان ويسلكون غير طريق الإيمان يريدون بذلك أن يوفروا على شهواتهم فيظهرون الإيمان ليحقن دماءهم وأعراضهم وأموالهم ، ويرجعون إلى الطاغوت ليعطي الحكم لهم حينما علموا أن العدل لا يعطيهم الحكم ـ إذ هم على الباطل ـ (وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) كما قال الله سبحانه : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها) (١) ، (وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ) بما يزيّن لهم (أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) عن الحق فإن مراجعة الطاغوت ضلال وزيغ.
جاء في «مجمع البيان» : أنه كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة فقال اليهودي : أحاكم إلى محمد ، لأنه علم أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يقبل الرشوة ولا يجوز في الحكم ، فقال المنافق : لا ، بيني وبينك كعب بن الأشرف ، لأنه علم أنه يأخذ الرشوة (٢). فنزلت الآية.
[٦٢] (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا) أي ائتوا للمحاكمة (إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ) من الأحكام (وَإِلَى الرَّسُولِ) ليحكم بيننا (رَأَيْتَ) يا رسول الله (الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ) أي يعرضون (عَنْكَ صُدُوداً) أي إعراضا.
__________________
(١) البقرة : ٢٥٧.
(٢) مجمع البيان : ج ٣ ص ١١٦.