وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (٥٧) إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها
____________________________________
كل شيء بحكمة ويضع الأشياء في مواضعها ، فليس تعذيب هؤلاء بهذه الكيفية خارجا عن نطاق قدرته ولا مخالفا للحكمة والمصلحة.
[٥٨] (وَالَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله وما جاء به (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي الأعمال الصالحة (سَنُدْخِلُهُمْ) ولعل دخول ل «س» هنا و «سوف» هناك للدلالة على أن الجنة أقرب إلى المؤمنين من النار إلى الكافرين ، فإن الكفار حيث أنهم يقضون برزخا مؤلما يطول عليهم الأمد بخلاف المؤمنين الذين يقضون برزخا مريحا ، فإن الإنسان إذا كان في راحة زعم أن الوقت انقضى بسرعة بخلاف من كان في تعب وأذية فإنه يطول عليه الوقت (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) البساتين ذات القصور التي تجري من تحت أشجارها أنهار الماء (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) كما أن الكفار خالدون في النار وكلما نضجت جلودهم بدلت بغيرها (لَهُمْ فِيها) أي في الجنات (أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) من القذارات الخلقية والقذارات الخلقية (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا) هو الوقاية من نور الشمس ونحوه (ظَلِيلاً) أي ليس فيه حرّ ولا برد ، وهو مبالغة حسن الظل كقولهم : ليل أليل.
[٥٩] (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ) أيها الناس (أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) تامة غير ناقصة ، ولعل الارتباط بين هذه الآية وما سبقها أن أهل الكتاب خالفوا