وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (٥٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (٥٦)
____________________________________
بإبراهيم عليهالسلام وصدق نبوّته. والمراد من آل إبراهيم «مرجع الضمير» إما قومه الذين بعث إليهم ، أو عشيرته وأحفاده (وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) أي أعرض عن الإيمان أو عن إبراهيم عليهالسلام ، وهؤلاء اليهود كأولئك في أن بعضهم آمن بالرسول وبعضهم صد عنه. (وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) أي يكفي هؤلاء الصادين سعير جهنم ، والمراد بالسعير : الاشتعال واللهب.
[٥٧] ثم ذكر سبحانه عاقبة كل واحد من المكذب والمصدق (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا) أي بدلائلنا التي أقمناها على رسولنا وما جاء به (سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً) من «أصلى يصلي» يقال : أصلاه النار إذا ألقاه فيها (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ) واحترقت بالنار (بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) أي جعلنا لهم جلودا جديدة مكان الجلود المحترقة (لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) ولا ينقطع عنهم ، والجلود الجديدة هي الجلود القديمة التي خلقت من جديد ، إذ الشيء المحترق تتفرق أجزاؤه في الفضاء فيجمعها سبحانه ويعطيها الصورة الجلدية من جديد ، هذا بالإضافة إلى أنه لو خلقت جلود جديدة لم يكن بذلك بأس إذ المتألم هو الروح فلا يقال : بما استحق الجلد الجديد العذاب؟ (إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً) فلا يفوته شيء ولا يمتنع عليه شيء فإن العزة تلازمها الغلبة والقدرة (حَكِيماً) يصنع