ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٦٨) وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
____________________________________
في تركهم الخروج (ما قُتِلُوا) جملة (لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا) مقول قولهم. (قُلْ) لهم يا رسول الله : (فَادْرَؤُا) أي ادفعوا (عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في مقالكم أن البقاء في البيت موجب لعدم موت الإنسان ، فمن أين لكم أن من يبقى في بيته لا يموت ، فكم من الذين بقوا في بيوتهم وماتوا وكم خرجوا في القتال ورجعوا سالمين؟!
[١٧٠] ولو فرضنا أن الخارج إلى الجهاد قتل ، فما يضره ذلك ، فإن من استشهد في سبيل الله لا تنتهي حياته بل يبقى حيا يرزق (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً) فكما أن هذه الحياة المادية ذات مراتب ، فمرتبة منها كاملة فيمن كان سعيدا فرحا ، ومرتبة منها ناقصة فيمن كان شقيا حزينا. كذلك من مات يكون على قسمين ـ بعد بقاء كليهما في حياة من لون آخر ـ قسم يكون حيا هناك أي سعيدا فرحا ، وقسم يكون ميتا هناك أي شقيا حزينا ، فليس للآية الكريمة مفهوم أن غير المقتول لا حياة له هناك (بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) حياة غير مادية بل حياة عند ربهم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا.
[١٧١] في حال كونهم (فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) من الحياة الباقية والسعادة والخير (وَيَسْتَبْشِرُونَ) أي يسرّ هؤلاء المقتولون في سبيل