أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ (١٦٧) الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا
____________________________________
(أَوِ ادْفَعُوا) عن حريمكم وأنفسكم فإن الكفار إذا غلبوا نكّلوا بكم (قالُوا) أي قال أولئك المنافقون في جواب المؤمنين : (لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لَاتَّبَعْناكُمْ) فإن هذا الذي تخوضونه ليس بقتال إذ لو كان قتالا لأخذتم برأينا فيه ، أو تريدون إلقاء النفس في التهلكة فليس هذا قتالا يتكافأ فيه الجانبان ، (هُمْ) أي هؤلاء المنافقون (لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ) فكلما عمل المنافق بالخلاف كان أقرب إلى الكفر وكلما عمل بالوفاق كان أقرب إلى الإيمان (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) فأفواههم تنطق بالإيمان وقلوبهم تضمر الكفر والعصيان (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ) في قلوبهم فيجازيهم حسب نفاقهم المضمر.
أقول : الظاهر أن قوله : «وليعلم» إلى آخره ، ليس عطفا على «بإذن الله» إذ يكون المعنى حينئذ أن الإصابة علة للتمييز ، والحال أن إعلان الجهاد كان علة ذلك ، فقوله : «ليعلم» جملة مستأنفة ، أي أن حرب أحد كانت لأجل التمييز بين المؤمن والمنافق ، في جملة فوائدها الأخرى.
[١٦٩] ثم ذكر سبحانه صفة أخرى للذين نافقوا بأنهم هم (الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ) أي قالوا حول إخوانهم الذين ذهبوا إلى ساحات الجهاد فقتلوا (وَقَعَدُوا) أي قعد هؤلاء المنافقون عن القتال (لَوْ أَطاعُونا)