بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٧٠) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (١٧١)
____________________________________
الله (بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ) من المؤمنين الذين بقوا في الحياة وبقوا (مِنْ خَلْفِهِمْ) واستبشارهم بهؤلاء من جهة (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) إذ الله سبحانه يتولى أمورهم (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) بالنسبة إلى من خلفهم ، فهؤلاء المقتولون جمعوا بين خيرين خير أنفسهم حيث تنعموا بنعمة الله سبحانه وخير إخوانهم الذين من خلفهم حيث علموا بأنهم لا خوف عليهم ، وذلك بخلاف من بقي ولم يجاهد فإنهم جمعوا بين شرين مشاكل حياة أنفسهم ومشاكل حياة إخوانهم ، حيث لا يعلمون ماذا تكون عاقبة أمر أنفسهم وأمر إخوانهم.
[١٧٢] (يَسْتَبْشِرُونَ) أي هؤلاء المقتولون يسرّون ويفرحون (بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ) ينعمها عليهم في الآخرة (وَفَضْلٍ) أي الزيادة على قدر استحقاقهم أو على ما يترقبون (وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) فإن من علم أن حقه وأجره مضمون فرح واستبشر ، فهؤلاء يرون عيانا أن حقهم محفوظ بخلاف الإنسان في الدنيا فإنه يعلم ذلك دون أن يراه. وفي تكرار المطلب زيادة تمكين المعنى في النفس ، ومثله كثير في التحذيرات والترغيبات المستقبلة وبالأخص إذا لم يشاهد الإنسان أمثاله بل كان غيبا محضا فإن في التكرار تركيز المطلب في النفس حتى تعمل تلقائيا كالذي شاهد وحضر.
[١٧٣] لما انصرف أبو سفيان وأصحابه من «أحد» وبلغوا «الروحاء» ندموا