وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٦٠) وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦١) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦٢)
____________________________________
(وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) يثقون به ويعتمدون عليه.
[١٦٢] لقد كان من أسباب تخلّي المسلمين عن مكانهم من الجبل ـ يوم أحد ـ خوفهم ألا يقسّم لهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من الغنائم ، وقد تكلم بعض المنافقين في وقعة بدر حول قطيفة حمراء فقدت فقالوا بأن الرسول أخذها ، ولذا نزلت الآية نافية أن يغلّ الأنبياء ويخونوا (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) أي لا يجوز للأنبياء الغلول أي الخيانة ، والخيانة محرمة مطلقا لكن المورد أتى خاصا حيث أن الكلام كان حوله (وَمَنْ يَغْلُلْ) شريفا كان أو وضيعا قليلا كان غلوله أو كثيرا (يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) وفي الحديث : «يأتي به على ظهره» (١). (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ) أي تعطى جزاء كسبها كاملا غير منقوص (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) فلا ينقص من أجورهم شيء ولا يعذبون فوق استحقاقهم.
[١٦٣] (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ) باتباع أوامره واجتناب نواهيه (كَمَنْ باءَ) أي رجع (بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ) فكأنه رجع إلى أعماله الدنيئة بعد أن ذهب إلى الله سبحانه فعلم ماذا يريد ، فقد رجع مع السخط بينما رجع غيره مع الرضوان (وَمَأْواهُ) أي مرجعه ومصيره (جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧ ص ٦٨.