إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تقريب القرآن إلى الأذهان [ ج ١ ]

تقريب القرآن إلى الأذهان [ ج ١ ]

411/680
*

وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (١٥٩) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ

____________________________________

جعله الله سبحانه رحيما بهم لينا عليهم (وَلَوْ كُنْتَ) يا رسول الله (فَظًّا) جافي اللسان قاسي القلب (غَلِيظَ الْقَلْبِ) غلظا معنويا وهو الذي لا يلين ولا يحنو (لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) أي تفرقوا عنك (فَاعْفُ عَنْهُمْ) إذا أخطئوا (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) أي اطلب لهم من الله الغفران لما صدر من ذنوبهم ، والله سبحانه وإن كان أرحم بهم لكن ذلك لزيادة عطف النبي ، فإن من يطلب المغفرة لأحد لا بد وأن يزول من قلبه ما علق به من الكراهية ، ولتكثير محبة المؤمنين له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث يعلمون بأنه يستغفر لهم (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) لتأليف قلوبهم ولتعليمهم المشورة في أمورهم ، فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في غنى عنهم بما كان يسدّده الله سبحانه بالوحي (فَإِذا عَزَمْتَ) بعد المشورة على فعل (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ولا تهتم بمن يخالف رأيه رأيك يا رسول الله (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) الواثقين به المعتمدين عليه الذين يوكلون أمورهم إليه.

[١٦١] (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ) أيها المؤمنون ، وذلك إذا استحققتم ذلك بإيجاد أسباب النصر وإطاعة أوامره سبحانه (فَلا غالِبَ لَكُمْ) أي لا يقدر أحد على أن يغلبكم (وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ) وخذلان الله سبحانه أن يكلهم إلى أنفسهم ولا يعينهم في أمورهم (فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) استفهام استنكاري ، أي لا يكون ناصر لكم ينصركم من بعده سبحانه