وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦) وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (١٤٧)
____________________________________
[١٤٧] وما لكم أيها المسلمون وهنتم في غزوة أحد وفررتم؟ ألم يمكنكم الاقتداء بالمؤمنين السابقين الذين كانوا مع الأنبياء يصمدون في وجه الباطل؟ (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) فإن كثيرا من الأنبياء عليهالسلام قاتلوا ، وجاهد معهم وتحت لوائهم أناس من المؤمنين ربانيين منسوبون إلى الرب تعالى بالطاعة والعبادة والإيمان ، أو بمعنى أخيار فقهاء (فَما وَهَنُوا) أي ما فتروا (لِما أَصابَهُمْ) من القتل والسلب والجروح والقروح (فِي سَبِيلِ اللهِ) للتنبيه على شدائدهم التي كانت في سبيل الله سبحانه (وَما ضَعُفُوا) عن عدوهم (وَمَا اسْتَكانُوا) أي ما خضعوا ولا تضرعوا لعدوهم (وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) الذين يصبرون في الشدائد وفي الحروب.
[١٤٨] (وَما كانَ قَوْلَهُمْ) أي قول أولئك الربانيون عند الجهاد وملاقاة الأعداء (إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) فكانوا يستغفرون عند اللقاء مما فات منهم من الذنوب استعدادا للقاء الله سبحانه طاهرين (وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا) أي تجاوزنا الحدود وتفريطنا وتقصيرنا (وَثَبِّتْ أَقْدامَنا) حتى لا تزل أمام الأعداء فننهزم (وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فهم جاهدوا وجلين من ذنوبهم لم يطلبوا إلا العفو في تواضع وخشوع ، ولم يقصدوا إلا نصرة الدين على القوم الكافرين.