فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٤٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (١٤٩)
____________________________________
[١٤٩] فجزاء على ما سلف منهم من الصبر والثبات والجهاد في خشوع وتواضع آتاهم (اللهُ) أي أعطاهم الله سبحانه (ثَوابَ الدُّنْيا) بالفتح والغلبة والعزة والرفاه (وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ) بجنات تجري من تحتها الأنهار ، أي ثواب الآخرة الحسن ، والإتيان بكلمة «حسن» هنا دون «ثواب الدنيا» لعله للإشارة إلى أن ثواب الآخرة هو الذي يوصف بالحسن ، أما الدنيا فإنها زائلة فلا قيمة لثوابها ، أو المراد «أحسن» أقسام ثواب الآخرة الذي لا يعطى إلا للمجاهدين ، بخلاف الدنيا فإن ثوابها عام للبرّ والفاجر (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ومحبة الله سبحانه فوق كل ثواب كما قال : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (١).
[١٥٠] لما اشتد الأمر يوم أحد أخذ جماعة من المنافقين يدعون الناس إلى الارتداد عن دينهم حتى يستريحوا فأنزل الله فيهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا) من المنافقين ، أو من اليهود والنصارى الذين أخذوا يشيعون أن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم قتل فارجعوا إلى دينكم وعشائركم (يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) كفارا كما كنتم (فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ) قد خسرتم الدنيا والدين ، فإن دنيا الجاهلية كانت فوضى وفقرا ورذيلة.
__________________
(١) آل عمران : ١٦.