وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ
____________________________________
إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
وما ورد في بعض الأحاديث أن المراد من حبل الله الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أو الأئمة عليهمالسلام أو القرآن (١) ، فإنما هي مصاديق جلية.
[١٠٥] وحيث أنقذكم الله من الهلاك ، وهداكم فمن الجدير أن تهدوا سائر الناس (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ) أي يجب أن يكون منكم جماعة (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) كل خير من الإسلام والدين والأحكام وغيرها (وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) والمعروف كل فعل استحسنه الشرع أو العقل سواء وصل إلى حد الوجوب أم إلى حد الندب ، وإنما سمي معروفا لأن الناس يعرفونه (وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وهو بعكس المعروف ، كل ما استقبحه الشرع أو العقل ، وسمي منكرا لأن الناس ينكرونه (وَأُولئِكَ) الذين يتصفون بهذه الصفات الثلاثة (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) أي الفائزون الناجون.
[١٠٦] (وَلا تَكُونُوا) أيها المسلمون بعد الألفة والأخوّة (كَالَّذِينَ) من قبلكم تألفت قلوبهم بسبب الأنبياء ثم (تَفَرَّقُوا) شيعا وأحزابا ومذاهب ومبادئ (وَاخْتَلَفُوا) فأخذ كل فريق منهم جانبا (مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) الأدلة الواضحة على وحدة العقيدة والمبدأ وأركان الإيمان
__________________
(١) تفسير العياشي : ج ١ ص ١٩٤ وبحار الأنوار : ج ٣٦ ص ١٥ باب ٢٧ ، أنه (صلوات الله عليه) حبل الله والعروة الوثقى.