جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣)
____________________________________
الآخرة إلى جنات خالدة (جَمِيعاً) أي جميعكم لا بعضكم دون بعض.
(وَلا تَفَرَّقُوا) بأن يتمسك البعض بحبل الله والبعض بحبل الشيطان ، وهذا تأكيد لقوله «جميعا» (وَاذْكُرُوا) أي تذكروا (نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً) قبل الإسلام يعادي بعضكم بعضا (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) جعلها قريبة بعضها إلى بعض ، حيث أدخل الإيمان فيها فخرج ما كان فيها من الضغينة والإحن والحسد والعداوة (فَأَصْبَحْتُمْ) أيها المسلمون (بِنِعْمَتِهِ) أي بسبب نعمة الألفة التي وهبها الله إليكم (إِخْواناً) أحدكم أخ الآخر في الإيمان ، له ما لأخيه وعليه ما عليه. وأن هذه النعمة قد خرقت المقاييس الجاهلية القبلية والعشائرية والعرقية وما أشبهها.
(وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ) الشفا : الطرف ، والحفرة المكان المحفور من الأرض ، أي كنتم أيها المسلمون على طرف حفرة من النار ، نار الدنيا وهي العقوبات والاضطرابات ، ونار الآخرة التي أوقدت لكم (فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) بالإسلام الذي نظّم أمور دنياكم وأخراكم ، حتى لا تقعوا فيها (كَذلِكَ) أي كما بين لكم هذه الأمور واضحة وجلية (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ) دلالاته وحججه (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)