يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ
____________________________________
يوصله إلى حياة حرة كريمة مرفهة المرافق ، وفي الآخرة حيث يسعده في جنات النعيم.
[١٠٣] كانت الجماعات المنضوية تحت لواء الإسلام بما فيهم الأوس والخزرج معرضة للتطاحن والتشاحن وقد كان الكفار وأهل الكتاب يستغلون سوابق هؤلاء وطبيعة النفس البشرية في إلقاء الفتن والتفرقة بينهم ليفتحوا ثغرة للنزاع بين أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولذا نصحهم القرآن بأن يبقوا على وحدتهم وأن لا يتفرقوا ويتقوا الله فيما أمر ونهى ولا يطيعوا أهل الكتاب في أقوالهم المفرّقة ودسائسهم المشتتة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) خافوا عقابه فأطيعوه فيما أمركم ونهاكم (حَقَّ تُقاتِهِ) من «وقيت» أي كما يحق أن تتقوه ، فإن التقوى من الله سبحانه أمر صعب جدا ، إذ يلازم الإنسان في جميع شؤونه وأحواله (وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) فلا يغرنكم الشيطان بأن يخرجكم من الإيمان حتى تموتوا كافرين. ولعل المناسبة بين الجملتين أن من لا يتقي ينجر آخر أمره إلى الكفر كما قال سبحانه : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) (١).
[١٠٤] (وَاعْتَصِمُوا) أي تمسكوا (بِحَبْلِ اللهِ) وحبل الله دينه وقرآنه ، شبّه بالحبل لمناسبة أن من يتمسك بالحبل لا بد وأن يرتفع به إلى الأعلى ، وكذلك من يتمسك بالإيمان يصعد به في الدنيا إلى المراتب الراقية وفي
__________________
(١) الروم : ١١.