وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ (١٠٠) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١)
____________________________________
نفوسكم على عملكم الباطل (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) بل مطّلع عليه عالم به ، وسيعاقبكم عليه.
[١٠١] وحيث تقدم أن أهل الكتاب يصدّون من آمن عن سبيل الله ، خاطب سبحانه المؤمنين أن لا يسمعوا إلى أهل الكتاب حتى يضلوا بتشكيكاتهم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً) جماعة (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أعطوا التوراة والإنجيل (يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ) أي يرجعونكم كفارا بعد أن آمنتم ، وإنما خصّ فريقا لأن أهل الكتاب لم يكونوا جميعهم سبب إضلال المؤمنين وإرجاعهم عن الإيمان.
[١٠٢] (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ) أيها المؤمنون بعد الإيمان (وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ) فإنكم قد عرفتم آيات الله ودلائله وعلمتم ذلك ومثل هذا الإنسان لا يمكن أن يكفر (وَفِيكُمْ رَسُولُهُ) الذي يدعو إليه بالبراهين والمعاجز ، وهذا استفهام إنكاري تعجبي ، جيء به إبعادا لهم عن الكفر وإلفاتا لهم إلى الرصيد الإيماني الموجود عندهم (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ) أي يتمسك بآيات الله وكتابه ودينه ورسوله ، فلا ينخرط إلى الشرك والكفر والعصيان (فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) في الدنيا حيث