فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٩٧) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (٩٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ
____________________________________
العمل وهو ترك واجب أو فعل محرّم. وقد كثر في القرآن والحديث استعمال الكفر بهذا المعنى (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) فلا يظن العاصي أن كفره يضر الله شيئا.
[٩٩] ويرجع السياق إلى أهل الكتاب (قُلْ) يا رسول الله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) أدلته الواضحة الدالة على نبوة نبي الإسلام وما جاء به ، الذي هو منه شؤون بيت الله الحرام (وَاللهُ شَهِيدٌ) أي يشهد ويعلم (عَلى ما تَعْمَلُونَ) فيجازيكم عليها.
[١٠٠] (قُلْ) يا رسول الله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي تمنعون الناس عن الإيمان بالله ، فإن أهل الكتاب كانوا يرصدون لمن يريد الإيمان فيمنعونه ، وكانوا يلقون الشكوك حول الإيمان والمؤمنين (مَنْ آمَنَ) مفعول «تصدون» أي تمنعون من آمن عن سبيل الله ، وعلى هذا فالصد هنا خاص بالمؤمنين إلا أن يراد ب «من آمن» الأعم من المؤمن ومن يريد الإيمان (تَبْغُونَها) أي تطلبون السبيل (عِوَجاً) منحرفا لا سبيلا مستقيما ، أو تطلبون سبيل الله عوجا ، أي تريدون أن تكون السبيل عوجا بإدخال الشكوك عليها ، والعوج مفرد بمعنى الميل والانحراف (وَأَنْتُمْ شُهَداءُ) في واقع الأمر وإقرار