وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ
____________________________________
وغيرها ، وخير الآخرة حيث غفران الذنوب ورفع الدرجات (وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) أي سببا لهدايتهم فإنه مذكّر بالله سبحانه وفيه ذكريات أنبيائه ومعالم عبادته.
[٩٨] (فِيهِ) أي في ذلك البيت (آياتٌ بَيِّناتٌ) أي دلالات واضحات على التوحيد والنبوة ونصرة الإسلام (مَقامُ إِبْراهِيمَ) أي موضع قدمه حيث كان هناك حجر يضعه إبراهيم ويصعد عليه لبناء أعالي الكعبة حتى رسخت قدماه في ذلك الحجر ، فإنه آية واضحة من آيات الله سبحانه ، وخصّ بالذكر لأهميته وتقديرا لإبراهيم الذي ضحّى بكل ما لديه في سبيل الله سبحانه (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) إما ابتداء ، أو عطف أي أن من آيات البيت أنه سبحانه جعله حرما آمنا فمن دخله فهو آمن على عرضه وماله ودمه لا يمسّ بسوء وإن كان مجرما يستحق العقاب والحد (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) أي يجب على الناس أن يحجوا إلى البيت (مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) أي من وجد إليه طريقا وذلك بأن يكون له ما يكفيه ذهابا وإيابا لنفسه ولعائلته ويرجع إلى الكفاية ، مع أمن الطريق وصحة الجسم ، إلى غير ذلك من الشروط المذكورة في الفقه (١) (وَمَنْ كَفَرَ) فلم يحج مع الاستطاعة ، وقد تقدم أن الكفر قسمان : كفر في الاعتقاد وهو إنكار أصل من أصول الدين ، وكفر في
__________________
(١) راجع موسوعة الفقه / ج ٣٨.