رَحِيمٌ (٨٩) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (٩٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ
____________________________________
لكفرهم وذنوبهم (رَحِيمٌ) بهم فلا يؤاخذهم بسيئاتهم.
[٩١] هذا حال من آمن بعد ارتداده وتاب ، أو آمن بعد علمه بالحق وكفره ، أما من بقي على كفره بعد الإيمان فجزاؤه ما يأتي (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) بالنبي وبما جاء به (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) فإن الكافر ببقائه على الكفر يزداد كفرا فإن كل ساعة يكون كافرا فيها يكون أكثر كفرا من الساعة المتقدمة ، أو المراد ازدياد الكفر باستحكامه فإن الإنسان كما يزداد إيمانا كلما رأى آيات الله كذلك يزداد كفرا كلما أعرض عما يراه من الآيات (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) التي تأتي منهم حال الاحتضار فإن المحتضر حيث يرى حقيقة الإيمان يتوب في قلبه ويندم ولكن لا تقبل توبته كما قال سبحانه (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) (١) (وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ) الذين ضلوا طريق الحق في الدنيا وعذبوا في الآخرة.
[٩٢] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) ممن لم يتب حتى في حال الاحتضار كما قال سبحانه (وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) (٢) بعد الآية
__________________
(١) النساء : ١٩.
(٢) النساء : ١٩.