ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٥) قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ
____________________________________
ما كَسَبَتْ) أي يعطى كل إنسان جزاءه وافيا غير منقوص (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) بل يجزون على حسب أعمالهم.
[٢٧] وهنا يتوجه السياق إلى كون الملك لله فليس لأهل الكتاب أن يحسدوا الرسول والمسلمين فيما أوتوا من حول وطول وعزة وملك ، وفي بعض الأحاديث أن الآية نزلت بعد ما بشر الرسول المسلمين بأنهم يفتحون ملك فارس والروم ، فاستهزأ الكفار بذلك وقالوا أنى يكون لمثل هؤلاء أن يسيطروا على تلك الدولتين العظيمتين (قُلِ) يا رسول الله (اللهُمَ) أي يا الله ، والميم بدل عن حرف النداء (مالِكَ الْمُلْكِ) مالك منصوب على أنه مناد مضاف أي يا مالك الملك فكل شيء لك وحدك لا شريك وملك من عداك إنما هو مجازي اعتباري (تُؤْتِي) أي تعطي (الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) أن تعطيه (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) أن تنزعه من غير فرق بين أن يكون الملك سلطانا أو ملكا لشيء كالدار والعقار (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) أن تعزه عزة ظاهرية أو باطنية بالإيمان والطاعة (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) أن تذله (بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فتقدر على الإعطاء والمنع وأن تعز وتذل.
[٢٨] (تُولِجُ) أي تدخل (اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) فيأخذ الليل مكان النهار ، فيما