ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ
____________________________________
(ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ) أي يعرض عن تحكيم الكتاب وإنما قال فريق لأن بعضهم دخل في الإسلام بعد ما تمت له الدلالة والإرشاد كعبد الله بن سلام وغيره (وَهُمْ مُعْرِضُونَ) عن الحق وعن كتابهم وفي بعض الأحاديث أن الآية نزلت في مسألة زنا وقعت بين يهودي ويهودية وكان حكمهما الرجم في التوراة ورجعوا إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لعله يحكم بغير ذلك فحكم الرسول بينهم بما في التوراة فكرهوا ذلك.
[٢٥] (ذلِكَ) الإعراض عن كتابهم وعن أوامر الله سبحانه بسبب أنهم أمنوا العقوبة بما لفقوه من الكذب حيث (قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ) أي نار جهنم على فرض كفرنا وعصياننا (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) سبعة أيام أو أربعين يوما وهذه المدة القليلة فلا ينبغي ترك الشهوات والرئاسة لأجلها (وَغَرَّهُمْ) أي خدعهم (فِي) باب (دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) أي الذي افتروا ونسبوه إلى الدين من أن النار أيام معدودة فقط خدعهم وغرهم.
[٢٦] (فَكَيْفَ) حالهم إذا انكشف غرورهم (إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ) القيامة الذي (لا رَيْبَ فِيهِ) أي ليس محل ارتياب وشك (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ