سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (١١٦) بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (١١٧) وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ
____________________________________
كما زعم بعضهم أو أتخذ بعنوان التبني (سُبْحانَهُ) أي أنزهه عن ذلك تنزيها (بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فكيف يكون المملوك ولدا إذ الولد ليس ملكا للوالد ، ثم إن المملوك تحت التصرف فالتبني لماذا ...؟ (كُلٌ) أي كل من السماوات والأرض (لَهُ) تعالى (قانِتُونَ) أي خاضعون ومطيعون.
[١١٨] (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي مبدعهما ومنشئهما وخالقهما وهذا تأكيد لما في الآية السابقة من أنه (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (وَإِذا قَضى أَمْراً) وأراده (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ) أي لذلك الأمر المراد (كُنْ) أي يأمره بأن يوجد (فَيَكُونُ) أي فيوجد عقيب أمره فالكون بهذا النحو طوع إرادته وأمره.
[١١٩] (وَ) بعد ذكر اختلاف أهل الكتاب ومنعهم وسائر المشركين عن المساجد ، وشركهم في باب التوحيد ، تعرض القرآن الحكيم حول كلامهم بالنسبة إلى الرسالة ، فقال ، و (قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) موازين الوحي والرسالة (لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ) أي هلّا يكلمنا ربنا ، بأن يأمرنا بأوامره ، بدون احتياج إلى وسيط ، أو يكلمنا بأنك نبي (أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) ومعجزة حسب اقتراحنا (كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) لأنبيائهم (مِثْلَ