قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (١١٨) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (١١٩) وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
____________________________________
قَوْلِهِمْ) لموسى عليهالسلام أرنا الله جهرة (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) في الإنكار وفي الاقتراح والتعنت (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ) فلا حاجة إلى تكليم الله ، ولا إلى الإتيان بخوارق اقترحوها ، إذ لو كان مرادهم بيان الحق والبرهان ، فقد فعلنا ذلك ، وإن كان مرادهم غير ذلك فليس على الله إلا إتمام الحجة (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) إنما خصهم لأنهم الذين يستفيدون منها وينتفعون بها.
[١٢٠] (إِنَّا أَرْسَلْناكَ) يا رسول الله (بِالْحَقِ) تأكيد للإرسال ، إذ كل إرسال الله تعالى بالحق (بَشِيراً) تبشر المؤمنين المطيعين (وَنَذِيراً) تنذر الكافرين والعاصين ، فأنت رسولنا ، وإن كانوا يشكون في رسالتك ، ويسألونك عن أشياء تافهة (وَلا تُسْئَلُ) أنت (عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) فلست أنت مكلفا عنهم ، وإنما عليك التذكير فقط.
[١٢١] (وَ) حيث أن من طبيعة الحال أن كل صاحب مبدأ ليستميله الخصماء إلى ناحيتهم ، ويعدونه الرضا عنه ، إذا مال نحوهم بيّن الله تعالى لنبيه ، أن ذلك سراب خادع ويجب أن لا يغتر به الإنسان ، إذ (لَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى) إلى الأبد (حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) وتدخل في طريقتهم ، إذ كل ذي طريقة لا يرض عن شخص إلا