أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٠٧) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى
____________________________________
المنكر للنسخ (أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فإن اليهود كانوا يلقون الشبهة بأنه كيف يمكن نسخ كتابهم بالقرآن وأنه إن كان كتابهم صالحا فلما ذا ينسخ وإن لم يكن صالحا فلما ذا أنزله الله تعالى ، وقد كان الجواب إن عدم النسخ إما لعدم مثل أو أصلح وإما لعدم قدرة الله تعالى على النسخ وكلا الأمرين مفقودان ، فالمثل والأصلح موجودان والله على كل شيء قدير.
[١٠٨] (أَلَمْ تَعْلَمْ) أيها المنكر للنسخ (أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فيتصرف فيما يشاء من الأوضاع والأحكام كيف يشاء (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) أي غير الله (مِنْ وَلِيٍ) يلي أموركم (وَلا نَصِيرٍ) ينصركم فهو سبحانه يرى صلاحكم في النسخ والإنساء فإن المصالح تختلف حسب اختلاف الأعصار والأشخاص ، ولقد كان شأن آيات الله أن تنهض بالبشر مرتبة فمرتبة حتى وصلت النوبة لرسالة الإسلام وهذه بدلت بعض جزئياتها قبل تمامها وكمالها تحقيقا للتناسق بين الرسالة وبين العصر ، حتى إذا كملت لم يبق مبرر أو تحوير بل تبقى إلى الأبد.
[١٠٩] (أَمْ تُرِيدُونَ) أيها المعاصرون للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من مسلم وكتابي ومشرك (أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ) أسئلة تعنت ولجاجة (كَما سُئِلَ مُوسى