مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٠٨) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ
____________________________________
مِنْ قَبْلُ) حيث كانوا يقترحون عليه اقتراحات ويسألونه محالات كقولهم لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ، فإن المعاصرين كانوا يسألون ما لا يعنيهم أو ما أشبه كقولهم (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً) (١) فقد زجرهم الله سبحانه لهذه الأسئلة التي لا ترتبط بمقام الرسول والرسالة من بعد ما تبين لهم الهدى ، وقوله «رسولكم» لا يختص بالمؤمنين إذ يكفي في الإضافة أدنى ملابسة (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ) بأن يأخذ الكفر ويترك الإيمان الذي من مصاديقه الأسئلة التعنتية إذ إنها من سمات الكفر والانحراف (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) أي وسطه الموصل إلى المطلوب.
[١١٠] (وَدَّ) أي أحب (كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) اليهود والنصارى والمجوس (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ) أيها المسلمون (مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً) فتكونون مثلهم (حَسَداً) لكم كيف صرتم إلى حضرة الإيمان وتقدمتم في الحياة وهذا الحب ليس من جهة أنهم متدينون فيأسفون عليكم لماذا تركتم الإيمان بل الحب (مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) تشبيها
__________________
(١) الإسراء : ٩٣.