ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١٠٥) ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ
____________________________________
[١٠٦] (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) من اليهود والنصارى والمجوس (وَلَا) من (الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ) قبل (رَبِّكُمْ) سواء كان خيرا معنويا كالنبوة والإرشاد والوحي أو ماديا كالغلبة والنصر والمال (وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) فليس إرادة الله تبعا لإرادة الكفار والمشركين (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) فليس فضله خاصا بقوم من الكفار كما كانت اليهود تزعم أن النبوة فيهم دون غيرهم.
[١٠٧] (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) بأن نرفع حكمها ونجعل مكانه حكما آخر (أَوْ نُنْسِها) بأن نرفع رسمها ونبلي عن القلوب حفظها ، والنسيان لا يقع بالنسبة إلى القرآن الكريم وإنما بالنسبة إلى الكتب السالفة ولذا لا يوجد كثير منها فعلا ، أما النسخ فإنه وقع بالنسبة إلى القرآن ـ على الأشهر ـ وإلى غيره (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) وإنما يقع النسخ والإنساء فيما يؤتى بالمثل لأن المثل أصلح من المنسوخ والمنسي ، فمثلا إذا سقطت ورقة مالية عن الاعتبار فيأتي الحاكم بورقة أخرى مثلها في القيمة ، كما أنه قد يأخذ درهما من زيد ليعطيه بدله دينارا (أَلَمْ تَعْلَمْ) أيها اليهودي