وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٩٢) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ
____________________________________
[٩٣] (وَ) كيف تقولون (نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا) وعملكم ، يدل على خلاف ذلك ، ف (لَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ) أي بالحجج الواضحة (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) إلها لكم (مِنْ بَعْدِهِ) أي بعد رواحة إلى الطور (وَ) الحال (أَنْتُمْ ظالِمُونَ) لأنفسكم في عبادة العجل ، فلو كنتم مؤمنين بما نزل عليكم ، لم تتخذوا العجل إلها؟.
[٩٤] (وَ) اذكروا يا بني إسرائيل (إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) عهدكم الشديد ، بالعمل بالتوراة (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) أي قطعة من جبل الطور ـ كما تقدم ـ وقلنا لكم (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) أي بشدة ، بمعنى العمل ، بكل ما في الكتاب عملا مستمرا قويا (وَاسْمَعُوا) أوامر الله سبحانه (قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا) حكاية حالهم ، ويحتمل أنهم قالوه بلفظهم استهزاء (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) فكما أن من شرب الماء يدخل الماء في جوفه ، كذلك اليهود ، دخل العجل ـ أي حبه ـ في قلوبهم بسبب كفرهم بالله سبحانه (قُلْ) يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم (بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) الذي قلتم (نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا) فإن الإيمان الذي يأمر باتباع العجل ، ليس إيمانا ، وإنما هو كفر.