إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣) قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥)
____________________________________
(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وهذا استهزاء لهم ، ثم إنه إنما كرر «رفع الطور» للدلالة ، على أنهم عكسوا الميثاق الذي أخذ منهم ، حال الرفع ، بل اتخذوا العجل إلها.
[٩٥] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء اليهود ، الذين يقولون أن الآخرة هي لهم وحدهم لا يشركون فيها غيرهم من النصارى والمسلمين وغيرهما (إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ) عند الله صفة للدار الآخرة ، أي الدار التي هي عند الله ، ومن دون الناس صفة لخالصته ، أو لقوله «لكم» (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) لأن من يدري أن مصيره الجنة ، لا بد وأن يتمنى الموت ، حتى يخلص من آلام الدنيا وأتعابها (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في مقالكم وكنتم تعتقدون ما تقولونه بألسنتكم.
[٩٦] ثم أخبر سبحانه بأنهم ليسوا صادقين (وَ) الدليل على ذلك أنهم (لَنْ يَتَمَنَّوْهُ) أي الموت (أَبَداً) في حين من الأحيان بسبب ما (قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من المعاصي والمنكرات والكفر ، وإنما نسب التقديم إلى اليد لأنها الآلة الظاهرة في تقديم الأشياء المحسوسة غالبا (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) فلا يغترون بمقالهم ، أن لهم الآخرة ، وأنهم أحباء الله دون سواهم.