وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣١) قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما
____________________________________
أرفع منهم ، علّم آدم عليهالسلام ، علوما يتمكن هو من فهمها وهضمها ، بينما لا يقدر الملائكة على ذلك ، ثم قال تعالى للملائكة : هل تتحملون مثل ذلك؟ فأبدوا عجزهم ، وإذا رأوا من آدم التحمل والقدرة ، اعترفوا بالتفوق ، وإنه أحق بالخلافة ، وتوضيح ذلك بمثال أنه إذا كان لإنسان خادم لا يقدر فطرة على بناء دار جميلة ، ثم أراد استخدام مهندس ، فقال الخادم : لماذا تستخدم غيري وأنا حاضر؟ يقول له السيد : إني أعلم ما لا تعلم ، ثم يستخدم المهندس ، ويبين له ما يريده من الدار ، فيقدر المهندس من بنائها ، بينما لا يقدر الخادم على النزول عند رغبة السيد ، وهناك يعترف بالعجز ، وأن السيد كان عارفا حيث تركه إلى غيره (وَعَلَّمَ) الله تعالى (آدَمَ) عليهالسلام (الْأَسْماءَ كُلَّها) أسماء الأشياء وعلائمها ، وذلك يستلزم تعليم المسميات والمعلومات ، فإذا علمت أحدا اسم زيد وعمرو وبكر ، كان اللازم تعريفهم له أيضا ، ولذا قال (ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) بإتيان ضمير «هم» تغليبا للعقلاء على غيرهم ، والعرض على الملائكة (فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) صدقا خبريا يطابق كلامكم الواقع في أنكم كافين في الاستخلاف ، ولعل تعليم آدم كان بالإلهام ، وخلق العلم فيه ، مما هو قابل له ، دون الملائكة ، فإنهم لم يكونوا قابلين لهذا العلم والإلهام ، فلا يقال لماذا لم يعلّم الله تعالى الملائكة.
[٣٣] (قالُوا سُبْحانَكَ) أنت منزه عن القبيح والعبث (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما