هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٩) وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ
____________________________________
الرجوع إليه ، مع إن الإنسان في جميع الأحوال ، بدءا وختاما ، تحت سلطة الله وقدرته وعلمه ، باعتبار محاسبته تعالى للإنسان.
[٣٠] (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ) لمنفعتكم (ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) فمن خلقها غيره ، وكون الخلق للإنسان ، لا يدل على تحليل كل شيء ، بل كل شيء بحسبه ، فالأسماك المحرمة ، والحيوانات المفترسة لتمتع السمع والبصر ، لا للأكل ونحوه وهكذا (ثُمَّ اسْتَوى) أي توجه بالخلق والأمر (إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) مدارات للنجوم السيارة ، فإن السماء في اللغة بمعنى المدار ـ هذا إذا قلنا بالنظر الفعلي حول السماوات ـ ويؤيده حديث عن الإمام الرضا عليهالسلام ـ كما في «الهيئة والإسلام» (١) ـ (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فلا يغيب عنه شيء ، فمن كفر كان الله مطلعا عليه لا يفوته ذلك ، ولا يخفى أن خلق الأرض كان أولا ، ثم خلق السماء ، ثم دحو الأرض ، كما قال (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٢).
[٣١] وحيث ذكر سبحانه قصة خلق السماء والأرض ، وثم البناء ، توجه الحديث إلى من استخلف فيها (وَ) اذكر (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) الذين هم مخلوقين في الملإ الأعلى لا يرون بالعين إلّا لمن شاء الله
__________________
(١) للعلامة الشهرستاني.
(٢) النازعات : ٣١.