إِلاَّ الْفاسِقِينَ (٢٦) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٢٧) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨)
____________________________________
(إِلَّا الْفاسِقِينَ) الذين فسقوا أي خرجوا عن طاعة ربهم ومقتضى عقولهم ، ثم بين الفاسقين بإبراز سماتهم بقوله :
[٢٨] (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) الميثاق ما وقع التوثيق به ، وميثاق الله هو ما أخذ عليهم في الكتب السالفة من الإيمان ، أو هو ما أودع فيهم من الفطرة بعرفان الحق (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) من صلة الأرحام ، أو صلة الرسول والمؤمنين (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بالكفر والنفاق وإتيان المحرمات (أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) الذين خسروا أعمارهم ، فذهبت دنياهم ضنكا وآخرتهم عذابا ونارا.
[٢٩] ثم عاد سبحانه إلى حال الكافر ، ووجه الخطاب إليه مستدلا على بطلان كفره بقوله : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً) لا روح فيكم ، فإن أصل الإنسان التراب ، ثم يكون نباتا ، ثم يكون حيوانا وما أشبه ، فيأكله الإنسان ، فيتولد منه المني ، ثم يصير إنسانا ، ثم يموت ويرجع ترابا ، ثم يعاد يوم القيامة إنسانا (فَأَحْياكُمْ) نباتا أو حيوانا أو إنسانا (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) وقت موتكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) يوم القيامة (ثُمَ) بعد الحياة الثانية (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) لتساقون إلى المحاكمة الكبرى ، وكون