والتضعيف لم يقبل هذه
النسبة ، حيث قال :
«اتّهمه القمّيّون بالغلوّ ، وحديثه
نقيّ لا فساد فيه ، وما رأيت شيئاً ينسب إليه تضطرب فيه النفس إلاّ أوراقاً في
تفسير الباطن ، وما يليق بحديثه ، وأظنّها موضوعة عليه.
ورأيت كتاباً خرج من أبي الحسن علي بن
محمّد عليهماالسلام
إلى القمّيّين في براءته ممّا قذف به وحسن عقيدته وقرب منزلته.
وقد حدّثني الحسن بن بندار القمّي رحمهالله ، قال : سمعت مشايخي
يقولون : إنّ محمّد بن أُورمة لمّا طعن عليه بالغلوّ اتّفقت الأشاعرة
ليقتلوه ، فوجدوه يصلّي الليل من أوّله إلى آخره ليالي عديدة ، فتوقّفوا عن
اعتقادهم».
وكما ترى فإنّ مصدرالنجاشي هو ابن
الغضائري ؛ ولذا قد حكم بصحّة كتبه كما مرّ وقال : «كتبه صحاح» ، وأدلّ دليل على
عدم صحّة نسبته إلى الغلوّ هو ما عدّه النجاشي من ضمن كتبه ؛ وهو كتاب الردّ على الغلاة.
وأيضاً يظهر منهم أنّهم أيضاً توقّفوا
في رميه بالغلوّ وفساد عدم اعتماد ابن الوليد عليه.
وقد استخرج السيّد الخوئي عدّة روايات
في نفي الغلوّ عنه ، وأيضاً أورد بعض الأخبار عنه تكشف عن قوّة إيمانه وحسن عقيدته
، كما أجاب رحمهالله
عن الاعتراضات حوله ثمّ قال : «إذاً فما كان من رواياته ليس فيه تخليط أو غلوّ وقد
رواها الشيخ بطريقه المتقدّم لا مانع من العمل به
__________________