كلمة العـدد :
الحِراك الفكري وعَقْلَنة الصراعات
هيئة التحرير
بسم الله الرحمن الرحیم
في خضمّ بحر متلاطم من الأفكار ، وأعاصير آراء امتازت بها البشرية منذ أن كتب التاريخ سطوره الأُولى على كهوف حركته ، كان الإنسان يبحث عن ضالّته عسى أن يجدها بين طيّات بنات أفكاره ، فكانت الحكمة تتجاذب أطراف الصراع في الذات الإنسانية ، فظهرت الأفكار والحضارات الأولى ، فكانت مرحلة النشأة والنموّ ثمّ الأوج والأفول متزامنة ومضطردة باضطراد مراحل الفكر لدى أبنائها ، فتهدّمت صروح بانهدام أركان الحكمة فيها ، وبنيت على أطلالها حضارات ما لبثت أن تداعت بانهدام مقوّماتها ، وبقيت السنن هي السنن تستخلف أفكاراً وحضارات يأتي بعضها لينهض بالبعض الآخر ليقوّم ما اعوجّ منها ويُصلح ما فسد ، وبدأت الصراعات الفكرية تتجاذب أطراف الحوار بين أصحاب الرأي والرأي الآخر ، وبدأ الصراع يفسد للودّ قضية ، وانهارت الحضارات ولم يبق منها إلاّ اسمها أو رسمها ، ولم يتّعظ أقطاب الفكر والحكمة البشرية من فادح الخسارة التي ألقت بظلالها على مسيرة حركة التاريخ ، غافلة عن أنّ الصراع الفكري سلاح ذو حدّين ، فكانت أُولى قرابينه الأنبياء عليهمالسلام ، ولم يستثن هذا