عليه من يفتكّ به فوجدوه يصلّي من أوّل الليل إلى آخره فتوقّفوا عنه ، وحكى جماعة من شيوخ القمّيّين عن ابن الوليد أنّه قال : محمّد بن أُورمة طعن عليه بالغلوّ ، وكلّ ما كان في كتبه ممّا وجد في كتب الحسين بن سعيد وغيره فقل به ، وما تفرّد به فلا تعتمده ، وقال بعض أصحابنا : إنّه رأى توقيعاً من أبي الحسن الثالث عليهالسلام إلى أهل قم في معنى محمّد بن أورمة وبراءته ممّا قذف به ، وكتبه صحاح إلاّ كتاباً ينسب إليه ترجمته تفسير الباطن ، فإنّه مختلط ...»
ثمّ عدّد كتبه وأورد طريقه إلى كتبه ، وهو ما يلي :
«أخبرنا الحسين بن محمّد بن هدبة ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل بن هلال ، قال : حدّثنا أحمد بن علي بن النّعمان ، قال : حدّثنا محمّد بن أُورمة بكتبه»(١).
ونظيره كلام الشيخ الطوسي في الفهرست باختصار ، وقال : «له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد».
وطريقه إلى كتبه هو : «أخبرنا بجميعها ـ إلاّ ما كان فيها من تخليط أو غلوّ ـ ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عنه»(٢).
أقول : علّة توقّفهم عن قتله هو أنّ الغلاة لا يصلّون ، ولذا قال : «فوجدوه يصلّي» ، وثانياً أنت خبير أنّ نسبة الغلوّ من جهة القمّيّين إلى بعض الرواة غير ثابتة ؛ كما أنّ ابن الغضائري مع تشدّده في الجرح
__________________
(١) الرجال للنجاشي : ٣٢٩ / ٨٩١.
(٢) الفهرست للطوسي : ٤٠٧ / ٦٢١.