٥ ـ قال في شعراء الغريّ :
والسماوي شخصيّته علمية أدبيّة فذّة ، جمعت كثيراً من أُصول الفضائل ، وطمحت إلى أسمى الأهداف ، وقد حقّق الكثير ، فقد شارك في كثيرمن الفنون والعلوم وتنوّع في معارفه ، وأشهر ما عرف به جمعه للكتب ، فقدتمّت فيه هذه الروح منذ أوّل عهد الشباب ، ورغّبه على ذلك الشيخ أحمدبن الشيخ آل عبدالرسول ؛ لأنّه جدّه الأعلى المتوفّى سنة ١٣٣١ هـ ، حيث جمع مكتبة نادرة عبثت بها يد جاهلية ، ولا تزال بقيّة باقية منها مبعثرة عندأنجاله وأحفاده ، واستمرّ الشيخ السماوي يجمع الكتب وأكثرها ممّا يكتبه بخطّه.
ثمّ يقول : واستمرّ يتتبّع النوادر من المخطوطات ، ولمّا حسنت حاله أخذيجمع أُمّهات الكتب المطبوعة والمراجع والموسوعات ، حتّى نالت شهرةواسعة عبرت بها المشرق وكتب عنها المعنيّون بالآثار ، أمثال : جرجي زيدان في كتابه تاريخ آداب اللّغة العربية(١).
٦ ـ قال الأُستاذ عبدالكريم الدجيلي ـ كما نقله عنه في شعراء الغريّ :
كان السماوي خير من يمثّل العالم في المدرسة القديمة بأسلوب كلامه ، وطريقة حواره ، وهيئة بزّته واتّزانه وتعقّله ، إذا حضر مجلساً يأسر قلوب الحاضرين بسرعته البادرة ، وحضور النكتة ، وقوّة الحافظة ، وسعة الخيال ، فهو ينتقل بك من الشعر العاميّ المتسامي إلى طرف من التاريخ والأدب ، ثمّ إلى نوادر من الحديث والتفسير ، وهو إلى جانب ذلك يسند
__________________
(١) شعراء الغريّ ١٠ / ٤٧٦.