حديثه بإحكام ودقّة تعبير ، فيدلّك على الكتاب الذي يضمّ هذه النادرة ، أو تلك النكتة ، وعلى الصحائف التي تحتويها ، وعلى السنّة التي طبع فيها هذا الكتاب إن كان مطبوعاً ، وإلى عدد طبعاته إن كانت متعدّدة ، وحتّى التحريف والتشويه بين الطبعات ، وأنت إذ تستمع إليه فكأنّك تصغي إلى عالم من علماءالعهد الأُمويّ ، أو العبّاسي في طريقة حواره ، وأُسلوب حديثه ، وانتقاله من فنٍّ إلى فنّ ، ومن علم إلى علم ، فهو يعيد لك عهد علم الهدى في مجالسه ، والإمام القالي في أماليه ، والمبرّد في كامله ، والجاحظ في بيانه وتبيينه ، ولا تفارقه تلك الابتسامة التي تقرأ منها عمق التفكير ، وجلال العلم ، وغبار السنين (١).
٧ ـ قال الخليلي :
لم يعرف التاريخ عالماً في العصور المتأخّرة ـ أحاط بالكتب القديمة وتواريخها ، ومواضعها ، وقيمة الكتب الأثرية ونفاستها ـ كالشيخ محمّد السماوي ، خصوصاً في ما يتعلّق بالشعر والشعراء ودواوينهم ، فهو في عصورنا المتأخّرة كمحمّد بن إسحاق صاحب الفهرست في عصره(٢).
٨ ـ قال الشيخ الأميني :
عالم فاضل ، جليل مؤرّخ متتبّع ، متضلّع في الأدب والتاريخ واللّغة والشعر ، عارف بالرجال والكتب ، مؤلّف مكثر(٣).
__________________
(١) نقلا عن جريدة اليقظة في شعراء الغريّ ١٠ / ٤٧٩.
(٢) موسوعة العتبات المقدّسة ٢ / ٢٩٢.
(٣) معجم رجال الفكر والأدب ٢ / ٦٨٦.