حُسْنُ الثَّوَابِ)(١)(٢).
قال : فما دفع الضيم؟
قالوا : حيث حُصِرَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الشعب ، حتّى أنفق أبو طالب ماله ، ومنعه في بضع عشرة قبيلة من قريش ، وقال أبو طالب في ذلك لعليّ عليهالسلام ، وهو مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أُموره ، وخدمته وموازرته ومحاماته(٣).
قال : فما التصديق بالوعد؟
قالوا : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره ، بالثواب والذُّخر ، وجزيل المآب لمن جاهد محسناً بماله ونفسه (ونيّته ، فلم يتعجّل شيئاً من ثواب الدُّنيا عوضاًمن ثواب الآخرة ، ولم يفضّل نفسه)(٤) على أحد للّذي كان عنده ، وترك ثوابه ؛ ليأخذه مجتمعاً كاملاً يوم القيامة ، وعاهد الله أن لا ينال من الدُّنيا إلاّبقدر البلغة ، ولا يفضل له شيء ممّا أتعب فيه بدنه ، ورشح فيه جبينه ، إلاّقدَّمه قبله فأنزل الله : (وَمَا تُقَدِّمُوا لاَِنْفُسِكُم مِنْ خَيْر تَجِدُوهُ عِندَاللهِ)(٥)(٦).
__________________
(١) آل عمران ٣ / ١٩٥.
(٢) إعلام الورى ١ / ٣٧٥ ، فضائل أمير المؤمنين لابن عقدة : ١٨٠ ، المناقب لابن شهرآشوب٢ : ٣٢٩ ، مناقب أمير المؤمنين لابن سليمان الكوفي ١ / ٣٦٥ ، تاريخ دمشق٤٢ / ٦٩ ، أُسد الغابة ٤ / ١٩.
(٣) روضة الواعظين : ٥٣ ، إيمان أبي طالب للمفيد : ٣ ، الخرائج للراوندي ١ / ٨٥ / ح١٤١ ، حلية الأبرار : ٧٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٣٦٦ ، سرّ السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري : ٨٢.
(٤) ما بين القوسين لم يرد في «ح».
(٥) سورة البقرة ٢ : ١١٠.
(٦) تفسير المنسوب للإمام العسكري : ٥٢٠ / ٣١٨ ، التبيان ١ / ٤٠٨ ، مجمع البيان ١ / ٣٦٨.