الجبّار جلّ وعزّ ، وذلك قوله تعالى : (وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُوْنَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَاب)(١) من أبواب الغرفة (سَلاَمٌ عَلَيْكُم)(٢) إلى آخر الآية.
قال : وذلك قوله جلّ وعزّ : (وإذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيْمَاً وَمُلْكَاً كَبِيْرَاً)(٣) يعني بذلك وليّ الله وما هو فيه من الكرام والنعيم والملك العظيم الكبير ، إنّ الملائكة من رسل الله عزّ اسمه يستأذنون في الدخول عليه ، فلا يدخلون عليه إلاّ بإذنه ، فذلك الملك العظيم الكبير»(٤) ... تمام الحديث.
هذا كلّه ، مع إنّ كلّ شيء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه ، وكلّ شيء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه.
(عَالِيهم) : أبو جعفر ، ونافع ، وحمزة : ساكنة الياء(٥). مبتدأ بإرادة الجنس ، أي ما يعلوهم لقوله تعالى : (ثِيابُ سُنْدُس خُضْرٌ وَاسْتَبْرَقٌ).
ويحتمل الخبرية له بتأويله للجمع ، كما في قوله تعالى : (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا)(٦).
فأمّا على المشهور ، قال : عاملها (جزاهم) بتقريب عطف (حلّو) و (سقاهم) عليه ، أو (يطوف عليهم).
وأمّا (حَسِبْتَهُم) كما احتُمل في ف وضى ورى ففي غاية البعد ،
__________________
(١) سورة الرعد ١٣ : ٢٣ ـ ٢٤.
(٢) سورة الرعد ١٣ : ٢٣ ـ ٢٤.
(٣) سورة الإنسان ٧٦ : ٢٠.
(٤) أورده الكليني في الكافي ٨ / ٩٨ ضمن الحديث ٦٩.
(٥) اُنظر إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه ٢ / ٤٢٢ ح٣ ، والموضح في وجوه القراءات وعللها لابن أبي مريم ٣ / ١٣٢٢ ، ومجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٢٤١.
(٦) سورة الأنعام ٦ : ٤٦.