ويحتمل أن يكون مضمون : (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفُيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن)(١) ، أو : (سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَّبٍّ رَحِيْم)(٢) ، أو : (رِضوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ)(٣).
وفي نهج البلاغة : «فلو رميت ببصرك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدنيا من شهواتها ولذّاتها وزخارف مناظرها ، ولذهلت بالفكر في اصطفاق أشجار غُيّبت عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها ، وفي تعليق كبائس اللؤلؤ الرطب في عساليجها وأفنانها ، وطلوع تلك الثمار المختلفة في غلف أكمامها ، تحنى من غير تكلّف فتأتي على منية مجتنيها ، ويطاف على نُزّالها في أفنية قصورها بالأعسال المصفّقة والخمور المروّقة ، قوم لم تزل الكرام تتمادى بهم حتّى حلّوا دار القرار وأمنوانقلة الأسفار ، فلو شغلت قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة ؛ لزهقت نفسك شوقاً إليها ، ولتحمّلت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالاً بها ، جعلنا الله وإيّاكم ممّن تنقله إلى منازل الأبرار رحمته»(٤).
وفي حديث الجنان : «فيؤذن للملائكة فيدخلون على وليّ الله وهو في الغرفة ولها ألف باب ، وعلى كلّ باب من أبوابها ملك موكّل بها ، فإذا أُذن للملائكة بالدخول على وليّ الله فتح كلّ ملك بابه الموكّل به ، قال : فيدخل القيّم كلّ ملك من باب من أبواب الغرفة ، قال : فيبلّغونه رسالة
__________________
(١) سورة السجدة ٣٢ : ١٧.
(٢) سورة يس ٣٦ : ٥٨.
(٣) سورة التوبة ٩ : ٧٢.
(٤) نهج البلاغة من كلمات أمير المؤمنين عليهالسلام ٢ / ٩٣ ـ ٩٤ في وصف الجنّة.