سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن أولاد المشركين يموتون قبل أن يبلغوا الحنث؟ قال : «كفّار ، والله أعلم ما كانوا عاملين ، يدخلون مداخل آبائهم»(١).
وقال عليهالسلام : «تؤجّج لهم نار فيقال لهم : ادخلوها ، فإن دخلوها كانت عليهم برداً وسلاماً ، وإن أبو قال الله عزّ وجلّ لهم : هو ذا أنا قد أمرتكم فعصيتموني ، فيأمر الله عزّ وجلّ بهم إلى النار»(٢).
وفي التوحيد بهذا المضمون روايات كثيرة(٣).
(إذا رأيتهم حَسِبتهم لؤلؤاً منثوراً) : من الصفاء وحسن المنظر والكثرة ، وقيل : إنّما شبّهوا بالمنثور ؛ لانتثارهم في الخدمة ، فلو كانوا صفّاً لشبّهوا بالمنظوم(٤).
وله وجه من حيث إثبات الطوف لهم ، والجملة صلة ما أُخرى.
(وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ) : اسم إشارة لمكان الجنّة ، فهو ظرف للمعنى.
قال الفرّاء : مفعوله ـ وهو الموصول ـ منضمر ، تقديره : ما ثمّ ، كقوله تعالى : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُم)(٥)(٦).
وأنكر عليه معنى حذف ؛ ليعمّ كلّ مرئيٍّ ، والأكثر على أنّه منزّل منزلة اللازم ، أي : أحدثت الرؤية أو وقعت منك الرؤية في هذا المكان أينما وقعت.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه للصدوق ٣ / ٤٩١ ح٤٧٤٠.
(٢) المصدر السابق ٣ / ٤٩٢ ح٤٧٤١.
(٣) اُنظر التوحيد للصدوق : ٣٩٠ باب ـ ٦١ ـ الأطفال وعدل الله عزّ وجلّ فيهم.
(٤) حكاه البغوي في معالم التنزيل ٥ / ٥٠٠ ، والنيسابوري في الوسيط ٤ / ٤٠٤ عن أهل المعاني ، وبلا نسبة الطبرسي في مجمع البيان ١٠ / ٢٤٨ ، وابن الجوزي في زاد المسير٨ / ٤٣٩.
(٥) سورة الأنعام ٦ : ٩٤.
(٦) اُنظر معاني القرآن للفرّاء ٣ / ٢١٨.