جبرئيل عليهالسلام بهذه السورة ، فقال : خذها يا محمّـد (صلى الله عليه وآله) ، هنّاك الله في أهل بيتك»(١).
وليست منها بدلالة أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لمّا جَلّل عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام بالكساء وقال : «اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» ؛ فنزلت الآية ، وكان ذلك في بيت أُمّ سلمة رحمة الله عليها ، فقالت : ألست من أهل بيتك؟ فقال لها : «إنّك على خير»(٢).
فأهل البيت ليس معناه من سكن ظلّ سقفه ، بل المقصود من استأهل ظلّ رسالته ، فالبيت بيت الرسالة والعصمة ، وهذه المنزلة وبهذا الاعتبار تشمل جميع الأئمّة عليهمالسلام.
(يشربون من كأس) : أخبر عن حالهم بما يفيد لفظه التحقيق تحقيقاً وتسجيلاً على وقوعه لا محالة ـ فأمّا لفظ الاعتاد فللتهديد ـ من الشَّرب بالفتح على قول أبي عبيدة(٣) ، وبالضمّ على قول أبي علي(٤) ، وقد جاء التشراب ، والشرب يتعدّى بنفسه ، قال :
شربت الإثم حتّى زلّ عقلي |
|
كذلك الإثمّ يذهب بالعقول(٥) |
أراد بالأوّل : الخمر وبكلمة من قال الله تعالى : (إِنَّ الله مُبْتَلِيكُم بِنَهَر
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٣٣٢ ضمن الحديث ٣٩٠.
(٢) اُنظر الكافي للكليني ١ / ٢٢٧ ضمن الحديث ١ ، وأمالي الطوسي : ٢٦٤ ح ٤٨٢ و ٣٦٨ ح ٧٨٣ ، وكفاية الأثر للقمّي : ٦٦.
(٣) حكاه ابن منظور في لسان العرب ١ / ٤٨٧.
(٤) اُنظر الحجّة للقرّاء السبعة لأبي علي الفارسي ٦ / ٢٦٠.
(٥) حكاه الخصيبي في الهداية الكبرى : ١١٠ عن امرىء القيس ، والطبرسي في مجمع البيان ٤/٢٧٢ عن الأخفش ، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ٣/٦٠ بلا نسبة.