نعم ، هنالك إشكال آخر ، هو أنّه لابدّ في تحقّق مصداق هذا اللفظ وصدق مفهومه مع قطع النظر عن التركيب مفرداً أو جمعاً من الثلاثة ، وليس على الأوّل ، فإمّا أن يكتفى في مثله بما فوق الواحد ، كما في الجمع الطريق الأولى ، أو ينزل اشتمال فرديه على الأوصاف المختلفة ، كالرقّة والقوام والاستعدادات المختلفة ؛ لاختلاف الأعضاء أو الطبائع أو على العناصر منزلة اشتماله عليها ، من قبيل قوله تعالى : (اقتلوا) ، أو قوله سبحانه : (طائعين).
وفي ن : وقيل : نطفة مشجت بدم الحيض ، عن الحسن(١).
وفي الصحاح : ويقال : نطفة أمشاج ، لماء الرجل يختلط بماء المرأة ودمها(٢). ومثله في ق(٣) ، وتوافقهما عبارة الكنز(٤).
ثمّ الخلق من نطفة أمشاج متضمّن خلقاً من بعد خلق ، تكويناً وتقديراً ، نطفة أربعين يوماً ، ثمّ علقة أربعين ، ثمّ مضغة أربعين. ومنها المخلّقة أي التامّة الخلق ، فعظماً ، ثمّ لحماً ، ثمّ خلقاً آخر هو الروح ، كما في الآيات(٥) والأخبار(٦).
ويلوح منهما أنّ ولوجها بعد تمام الخلقة ، كما ينادي به كلام الفقهاء
__________________
(١) مجمع البيان للطبرسي ١٠ / ٢٣٧.
(٢) الصحاح للجوهري ١ / ٣٤١ «مشج».
(٣) القاموس المحيط للفيروز آبادي ١ / ٢٨٤ «مشج».
(٤) كنز الدقائق للمشهدي ١١ / ١١٤.
(٥) سورة المؤمنون ٢٣ : ١٣ ـ ١٥.
(٦) اُنظر قرب الإسناد للحميري : ٣٥٣ ح١٢٦٢، والكافي للكليني ٦/١٣ ح٣ و ٧/٣٤٢ ح١.